حكاية نرويها

موضوع: حكاية نرويها الإثنين يوليو 01, 2013 12:06 pm

محمد على طه

سيجىء يوم نجلس فيه مع أبنائنا لنروى لهم ما مرت به مصرُنا الحبيبة خلال هذه الفترة العصيبة.. حتمًا سنروى لهم مَنْ قتل الجنود على الحدود فى رمضان والتمرات لم تبلغ حلوقهم بعد.. سنروى لهم حكاية الحاكم الذى وصل بالصندوق وحنث بيمينه الدستورى وكيف ضيَّع دولة القانون وانقلب على الجيش وأهان القضاء؟!
..سنروى لهم حكاية الرئيس الذى يتحدث دائمًا باسم الثورة وكيف قسَّم الثوار وأضاع الثورة، وأضرَّ بمصالح مصر بعدما أساء إلى علاقاتها الخارجية لنقص الخبرة السياسية، ما أدى إلى تقزيم دور مصر على الساحة الدولية.. سنروى حكاية الشعارات الجذابة الكذابة التى رفعتها جماعته وكيف أسكت البندقية الفلسطينية!!.. وكيف كان حارسًا أمينًا لأمن العدو الصهيونى مستأسدًا على الأشقاء فى سوريا والامارات.
..سنروى لهم حكاية أول رئيس قسَّم شعبه لأول مرة فى تاريخ مصر منذ الملك الفرعونى مينا موحد القطرين، سنروى لهم حال المواطن الذى خيَّم عليه البؤس وتكاثفت فوقه سحب الفقر فى عهد الرئيس الاسلامي الثورى المنتخب!!
حتمًا سيجىء اليوم الذى نجلس فيه معهم ونروى لهم كيف استطاع الشباب أن يضىء شمعة بددت الظلمات التى أُجبرت مصر على دخولها.. نعم سنروى لهم كيف قام الشباب بعملية تصحيح لأوضاع بالغة الأهمية والخطورة فى تلك الظروف متحديًا بذلك ارادة كل القوى التى أرادت التمكين لجماعاتها في البلاد من أجل مشاريع خاصة حزبية لا وطنية.
سنروى لهم أن اخلاص الشعب المصرى لبلاده ووضوح الرؤية أمامه واستمراره الدائب فى مصارعة جميع أنواع التحديات والتهديدات الارهابية قد مكنته جميعًا من تحقيق ما كان يحلم به لبلاده بعد خروجه بالملايين فى كل ميادين مصر فى 30 يونية، الذى أصبح بداية مرحلة جديدة ومجيدة فى تاريخ النضال الشعبي المصري.
سنروى لهم حكاية الشعب المعلم صانع الحضارة وكيف استطاع أن يلقِّن حاكمه درسًا بعد أن حاد عن الطريق الذى رسمته له جموع الشعب.. سنروى لهم كيف استطاع الشعب المعلم أن يتجاوز آثار تلك الفترة العصيبة بوعيه ووحدته وتكاتفه ووقوفه صفًا واحدًا خلف مؤسساته الوطنية.
سنروى لهم موقف الجيش الوطني العظيم المنحاز دائمًا إلى الشعب وحمايته للثورة وإيثاره مصالح البلاد العليا على مصالحه، ولا غرابة فى ذلك لسبب بسيط وهو أن الشعب منبع للجيش.. سنروى لهم موقف الشرطة المصرية التى عادت للعمل مرة أخرى بروح وطنية من أجل الشعب لا من أجل حاكم أو جماعة أو حزب.
ولكى نجد ما نرويه لهم، لا لكى نتباهى ونتفاخر به، بل لكى نعلِّمهم أن الوقوف فى وجه الاستبداد وحب الوطن من الايمان، فهذا مرهون بنجاح وقفة الشعب فى 30 يونيةالواعدة.

منقولة من جريدة الاسبوع